في يومٍ من الأيام كنت أتوق إلى تلك الزيارة وأنا أحمل في داخلي نقيضان غريبان شوقاً للحديث معهم
وخوفاً عليهم من واقعهم المجهول
ذهبت إلى ذلك المكان الكبير فهناك
أزهار يقابلها أشواك
ففي البداية لم أعرف سر هذا التقابل العجيب
دخلت إلى تلك الغرفة الصغيرة الممزوجة بألوان الطفولة ولكن لفت إنتباهي منظر غريب
دفعني الفضول إلى الاقتراب منه وقدماي تتثاقل في سيرها نحوه
اقتربت ،،،،،،
ثم اقتربت ...... منه اكثر،،،،،،
ولكني
رأيت
؟؟؟؟؟
؟؟؟
؟
طفل صغيراً تشع البراءة من عينيه تجاه تلك النافذة يُلازمه صمت غريب أمسكت بيداه الصغيرتان
فقلت له : هل بإمكانك أن تُشاهدني أوتبوح لي بما في نفسك الصغيره
ولكن لازال الصمت رفيقه
حاولت أن أُللفت إنتباهه بتحركاتي علهُ يُجيبني ولكن لا مُجيب عندها أحسست بأن هذا الصغيريحمل أسراراً
خفية جعلته يبتعد عن الجميع في تلك الغرفة
في تلك الاثناء هممت بالإنصراف لعل أحدهم يُحدثثي عنه أبتسمت له
وقلت: إلى اللقاء
لاأعلم ماذا أصابه أمسك بيداي ونظر إللي
وقال: أتريدين أن تعرفي مابي
وقال: أتريدين أن تعرفي مابي
فقلت بلهفة : نعم حدثني وقُل ماتريده
إنهمرت الدموع من عيناه
فقال:
رحلوا
عندها توقف عن الكلام ونشيج بكاءه يعلو مسامعي أمسكت به
وقلت: إهدئ وحدثني أيها الصغير
من هم الذين رحلوا ؟؟؟؟
وإلى أين ؟؟؟
فقال بنبرة يعلوها الحزن والأسى :
الحبيبان رحلا إلى مكان بعيد عني بحادث سير وبقيت وحيداً في هذا العالم الكبير ولكنه بالنسبة لي صغير جداً
حينها بدءت في البكاء من غير دموع
ففؤادي يبكي وعيناي تواسيه بلادموع
نظرت إليه
نظرت إليه
وقلت: أكمل حديثك صغيري فلازلت أسمعك
قال: الجميع تخلوا عني وأنا في أشد الحاجة إليهم أمي وأبي رحلا وتركاني
اقربائي لايريدون أن يتحملوا مسؤوليتي لقد أصبحت عِبءعلى الجميع فذهبوا بي إلى هذا المكان الذي يحمل من الغرابه
شيء كثير
انهمرت عيناه ثم
قال: صدقيني لاتزال كلمات أمي تطرق مسامعي ولاتزال ابتسامتها ترمُقني ولكن من بعيد أما أبي فلازلت أتذكر تلك
اللحظات التي كنت اللهو فيهامعه كم تبادلنا الضحكات وكم تجاذبنا السنوات
بعدها ابتسمت له بإبتسامة تخفي خلفها حزن عميق
فقلت له : ستشرق الشمس قريباً أيها الصغير
نظر لي ثم
قال : من فضلك سؤال واتمنى إجابته منك
فقلت : تفضل فكُلي آذان صاغية لك
فقال: هل تعتقدي بانهم سيتذكروني في يومٍ ما ؟
قلت : لابد ان تنقشع تلك الغيوم السوداء وتشرق الشمس باشعتهاالذهبيه
ابتسم إبتسامة جميلة
وقال : ربما يتحقق ماقلتيه بإذن الله
ودعته وخرجت من ذلك المكان
ولكن عيناي لم تستطع أن تُخقي دموعهما اكثر من ذلك بكيت
نعم بكيت بكاء مُراً
وقلبي يقول : هل أُنتزعت الرحمة من القلوب؟
أم من قسوتها تناست من هم حولها من صغاربلاحنان أم ولا عطف أب ؟
أجابني الواقع وبكل مرارة
وقال: نعم حب الدنيا وزينتها أعمت بصائرهم عن أيتام نسوا الفرحة كبقيه أقرانهم وعلمتهم الدنيا صبر الفراق المر
كما أنستهم فضل كافل اليتيم وماله من الأجر عند الله أفلا يتدبروا حديث حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال :
( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) فيكفيكم مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فلايوجد أفضل من هذا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق